هل أن الله تعالى خلق الجنة و النار ؟ و هل أنهما موجودتان فعلاً ، أم أنه سبحانه سوف يخلقهما ؟
الاجابة للشيخ صالح
الكرباسي
الكرباسي
رغم وجود أراء
مختلفة حول خلق الجنة و النار و وجودهما الفعلي إلا أن الأدلة الصريحة تؤكد أنهما
مخلوقتان و موجودتان فعلاً ، و في ما يلي نبرهن على خلق الجنة و النار :
1. هناك آيات عديدة في القرآن الكريم تدلّ دلالة صريحة على
أن الله قد خلق الجنة و كذلك النار و هما موجودتان في مكان ما من هذا الكون الفسيح
، و مما يؤكد ذلك أن الله سبحانه و تعالى أَخْبَرَ بخلق الجنة و النار بلفظ الماضي
مستخدماً كلمة " أُعِدَت " أي " هُيّأت " و دلالة هذه الكلمة
واضحة في أن الجنة و النار قد خلقتا فعلا و هما مهيأتان و معدتان بل موجودتان في
الحال الحاضر ، و إلا لزِمَ الكَذِب ، و في ما يلي نشير إلى مجموعة من هذه الآيات :
الآيات الدالة على خلق الجنة و النار :
· قال الله تعالى في القرآن الكريم : ﴿ وَسَارِعُواْ إِلَى
مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ
أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾.
· قال الله تعالى في القرآن الكريم : ﴿ سَابِقُوا إِلَى
مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ
أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ
يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾
· قال الله تعالى في القرآن الكريم : ﴿ أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ ﴾ .
· قال الله تعالى في القرآن الكريم : ﴿ وَالسَّابِقُونَ
الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم
بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ ﴾ .
· قال الله تعالى في القرآن الكريم : ﴿ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ
وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ
وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ .
· قال الله تعالى في القرآن الكريم : ﴿ وَاتَّقُواْ النَّارَ
الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ .
· قال الله تعالى في القرآن الكريم : ﴿ وَيُعَذِّبَ
الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ
الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ
اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا
.
2. ثم ان القرآن الكريم يؤكد في قصة المعراج على أن رسول
الله ( صلَّى الله عليه و آله ) قد رأى جبرائيل للمرة الثانية و يقول : ﴿ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً
أُخْرَى * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ﴾ أي أنه ( صلَّى
الله عليه و آله ) رأى جبرائيل عند سدرة المنتهى ، التي تقع عند الجنة ، و هو دليل
واضح أيضا على خلق الجنة و وجودها الفعلي .
الأحاديث الدالة على خلق الجنة و النار :
أما الأحاديث الدالة على خلق الجنة و النار فهي كثيرة
منها :
عن أبي الصّلت : قال قلت ـ للإمام علي بن موسى الرضا (
عليه السَّلام
يابن رسول الله ( صلَّى
الله عليه و آله ) : أخبرني عن الجنة و النار أهما اليوم مخلوقتان ؟ قال : "
نعم ، و إن رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) قد دخل
الجنة و رأى النار لماّ عُرج به إلى السماء " قال فقلت له : إن قوماً يقولون
إنهما اليوم مقدرتان غير مخلوقتين فقال ( عليه السَّلام ) : " ما أولئك منا و لا نحن منهم ، من أنكر خلق الجنة و النار فقد كذّبَ النبي (
صلَّى الله عليه و آله ) و كَذّبنا و ليس من و لايتنا على شيء و يُخلّد في نار
جهنم ، قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ هَذِهِ جَهَنَّمُ
الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ﴾ ، و قال النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) لمّا عُرج بي إلى السماء
، أخذ بيدي جبرائيل فأدخلني الجنة ، فناولني من رطبها فأكلته ...