من طرف السياسة من نافذة التليفزيونات العربية بإصدار
غلاف كتاب السياسة من النافذة
الجزائر: صدر مؤخرا عن دار قرطبة كتاب "السياسة من النافذة" لمؤلفه
توفيق رباحي، ويقع في 465 صفحة متضمنا 101 مقالة نشرت بزاوية "فضائيات
وأرضيات" بصحيفة "القدس العربي" بين 2002 و2006م.يكشف عبد الباري
عطوان في تقديمه للكتاب عن ذلك الصداع الذي تسببت له فيه مقالات توفيق
رباحي مع المسئولين والحكام العرب، والتي كان ثمنها في بعض المرات مصادرة
الجريدة في دول عربية، متفقا مع المؤلف أنه ليس من السهل الكتابة عن
تلفزيون عربي دون أن تتعرض للسياسة، لأن أجهزة التلفزيون عند الحكومات
العربية، هي "أدوات حكم، مثلها مثل السجون والمحاكم والعسكر والمخابرات
والإدارة بدليل أن الانقلابيين، عندما ينفذون انقلاباتهم، يستولون على
مقرات التلفزيون قبل استيلائهم على القصور الرئاسية".وتقول حنان
حيمر بصحيفة "القدس العربي" أن المؤلف يكشف جوانب وملابسات محيطة
بالمقالات، ففي البدء يقول: كنت كلما سلّمت مقالة، قلت أنها الأخيرة لأنه
ليس من السهل أن تكتب نقدا تلفزيونيا فكي تفعل يجب أن تهتم، وعندما تهتم
يجب أن تجد الوقت للمشاهدة، وعندما تجد الوقت يجب أن تبدع في الكتابة عمّا
شاهدت.ثم يشرح كيف واجه انتقادات كثيرة، بعضها عنيف وخارج عن حدود
الأدب، من قراء مغاربة وجزائريين، هؤلاء يتهمونه بأنه مغربي الهوى، وأولئك
يتهمونه بأنه "عميل" لمخابرات بلاده.ويتحدث عن قراء مغاربة لم يكن
يروقهم أن يكتب عن المغرب لا لسبب إلا لأنه جزائري، وقراء جزائريين
يعتبرون انتقاد التلفزيون الجزائري بصحيفة تصدر في الخارج "تطاولا على
الجزائر كلها".أغلب المقالات موجهة للتلفزيونات المغاربية، وبالخصوص الجزائرية والمغربية، ثم تليها قناة "الجزيرة".ويفسر
المؤلف ذلك بالقول أن الاهتمام بالتلفزيون الجزائري نابع من معرفته به
وبالوضع ككل، ومن توفر علاقات مع أناس زودوه بمعلومات للنشر، وراجع معهم
ما بحوزته من معلومات ووجهات نظر، معترفا بأن التلفزيون الجزائري بلغ درجة
من الرداءة يُرثى لها.أما قناة "الجزيرة" فيصفها بـ"الظاهرة"،
ويقول عنها في التقديم: يكفي أنها هي سبب وجود القنوات الفضائية الأخرى،
فلولا "الجزيرة" لمَا كانت هناك "الحرة" و"العالم" و"العربية" وأخريات".ووفقا
لصحيفة "القدس" اللندنية بعض هذه المقالات كُتب بلغة حادة ولا تخلو من
قسوة، وفي بعضها الآخر يجرؤ الكاتب على استعمال لغة الشارع وتعبيرات شعبية
جزائرية ومغاربية، وعندما سئل عن سبب "استعانته" بتلك اللغة في عدة
مقالات، قال: لأن هناك رداءة لا يجب وصفها إلا بما تستحق
.
