قراءة في ثقافة الفضائيات تقدمها نهوند القادري
بيروت: صدر مؤخرا عن مركز دراسات الوحدة العربية كتاب "قراءة في ثقافة الفضائيات العربية" للباحثة اللبنانية نهوند القادري عيسى.تبحث
الكاتبة عن الظروف التي نشأت في ظلها التلفزيونات العربية والرؤى التي
استندت إليها، وموقع هذه الأخيرة من النظام العالمي، ومن الثقافة العالمية
السائدة، ومن الثقافة الخاصة بمجتمعاتها، مروراً بالبحث في نوع العلاقة
التي حبكتها مع الجمهور، ومع السلطات الحاكمة، ومع المجتمعات المدنية،
وانتهاء بالبحث في طابع الثقافة التي تمظهرت في هذه التلفزيونات وهي: «أل
بي سي، المستقبل، المنار، العربية والجزيرة»، ومن خلال نشرات الأخبار،
والبرامج السياسية، والبرامج الاجتماعية الثقافية، والبرامج الترفيهية،
التي تبثها هذه المحطات.ووفقا لموريس أبو ناضر بصحيفة "الحياة"
اللندنية يعتبر التلفزيون اليوم، كجهاز حامل لثقافة الصورة، العمود الفقري
للثقافة الجماهيرية، ثقافة الوجدان والانفعال والغرائز. ويعتبر التلفزيون
الفضائي الذي يبحث عن النقاط المشتركة عند الناس في أقطار متعددة ليرسل
لها كل ما يثير ويدهش ويذهل، بغض النظر عن الإفادة والمعرفة، الوسيلة
الفضلى لترويج سلع اقتصاد السوق.لقد أصبح التلفزيون على ما يتفق
خبراء الاتصال والإعلام آلة اقتصادية، وليس أنبوباً من الأفكار، وقسطلاً
من الحواس. فالآلة تحمل أخلاق صيانتها منسجمة مع مجتمع الفردية «المتعيّة»
والاستهلاك الفوري، وليس من طبيعة الآلة إثارة النقد ونقل الأفكار وإنتاج
قناعة معينة، إنما الوصول الى شيء ما بين القبول السطحي والإشاعة
الاجتماعية. وبذلك تبدو الثقافة البصرية، أي ثقافة التلفزيون ثقافة مجزّأة
مفتتة سطحية واستهلاكية.وتوضح الباحثة انه قلما تختلف الثقافة التي
تُشيعها الفضائيات العربية من محطة الى محطة أخرى، على صعيد انتقائها
لبرامجها، فهي دائماً في عجلة من أمرها، لا مجال للتوقف والتفكير، والعودة
الى الوراء، وهي تعمل على ضغط الزمن قدر الإمكان، لأن زمن البث سعره
مرتفع، وكلما تمكنت من ضغطه استقطبت الإعلانات. وبذلك يعيش المشاهد العربي
في حاضر أبدي واهتمامات اللحظة الحاضرة متناسياً قضاياه الحيوية، ومشاكله
اليومية.والثقافة التي تُشيعها الفضائيات العربية تتكل على تحويل
شاشاتها الى مصنع للنجوم من مقدمين ومقدمات الى عارضات، والى فنانين
وفنانات ورجال سياسة ونجوم رياضة. وهذه النجومية هي على صلة وثيقة بثقافة
الربح، أما نجومية الجهد والإنتاج والعلم فتقبع في مكانها المتواضع في
أسفل درجات العيش. فإثارة حماسة الجمهور مثلاً للألعاب الرياضية ليست
بريئة، أو مجانية، فتحت شعار التسلية تخفي وسائل الإعلام ما تخططه الشركات
العالمية للوصول عبر التأثير الى شمولية السوق.إن ثقافة اللحظة
الراهنة، وثقافة الربح السهل والسريع، والنجومية الإعلامية التي تروّج لها
الفضائيات العربية تنطلق من وظيفة التلفزيون القائمة على التسلية
والترفيه. وظيفة تكرست كثقافة قائمة بذاتها، وهو ما يبقيها على سطح
الأحداث، ويجعل منها أداة للتمويه وتزييف صورة الواقع للإلهاء وتعليق
الفكر والاستسلام للأحاسيس السهلة
.
الكاتبة عن الظروف التي نشأت في ظلها التلفزيونات العربية والرؤى التي
استندت إليها، وموقع هذه الأخيرة من النظام العالمي، ومن الثقافة العالمية
السائدة، ومن الثقافة الخاصة بمجتمعاتها، مروراً بالبحث في نوع العلاقة
التي حبكتها مع الجمهور، ومع السلطات الحاكمة، ومع المجتمعات المدنية،
وانتهاء بالبحث في طابع الثقافة التي تمظهرت في هذه التلفزيونات وهي: «أل
بي سي، المستقبل، المنار، العربية والجزيرة»، ومن خلال نشرات الأخبار،
والبرامج السياسية، والبرامج الاجتماعية الثقافية، والبرامج الترفيهية،
التي تبثها هذه المحطات.ووفقا لموريس أبو ناضر بصحيفة "الحياة"
اللندنية يعتبر التلفزيون اليوم، كجهاز حامل لثقافة الصورة، العمود الفقري
للثقافة الجماهيرية، ثقافة الوجدان والانفعال والغرائز. ويعتبر التلفزيون
الفضائي الذي يبحث عن النقاط المشتركة عند الناس في أقطار متعددة ليرسل
لها كل ما يثير ويدهش ويذهل، بغض النظر عن الإفادة والمعرفة، الوسيلة
الفضلى لترويج سلع اقتصاد السوق.لقد أصبح التلفزيون على ما يتفق
خبراء الاتصال والإعلام آلة اقتصادية، وليس أنبوباً من الأفكار، وقسطلاً
من الحواس. فالآلة تحمل أخلاق صيانتها منسجمة مع مجتمع الفردية «المتعيّة»
والاستهلاك الفوري، وليس من طبيعة الآلة إثارة النقد ونقل الأفكار وإنتاج
قناعة معينة، إنما الوصول الى شيء ما بين القبول السطحي والإشاعة
الاجتماعية. وبذلك تبدو الثقافة البصرية، أي ثقافة التلفزيون ثقافة مجزّأة
مفتتة سطحية واستهلاكية.وتوضح الباحثة انه قلما تختلف الثقافة التي
تُشيعها الفضائيات العربية من محطة الى محطة أخرى، على صعيد انتقائها
لبرامجها، فهي دائماً في عجلة من أمرها، لا مجال للتوقف والتفكير، والعودة
الى الوراء، وهي تعمل على ضغط الزمن قدر الإمكان، لأن زمن البث سعره
مرتفع، وكلما تمكنت من ضغطه استقطبت الإعلانات. وبذلك يعيش المشاهد العربي
في حاضر أبدي واهتمامات اللحظة الحاضرة متناسياً قضاياه الحيوية، ومشاكله
اليومية.والثقافة التي تُشيعها الفضائيات العربية تتكل على تحويل
شاشاتها الى مصنع للنجوم من مقدمين ومقدمات الى عارضات، والى فنانين
وفنانات ورجال سياسة ونجوم رياضة. وهذه النجومية هي على صلة وثيقة بثقافة
الربح، أما نجومية الجهد والإنتاج والعلم فتقبع في مكانها المتواضع في
أسفل درجات العيش. فإثارة حماسة الجمهور مثلاً للألعاب الرياضية ليست
بريئة، أو مجانية، فتحت شعار التسلية تخفي وسائل الإعلام ما تخططه الشركات
العالمية للوصول عبر التأثير الى شمولية السوق.إن ثقافة اللحظة
الراهنة، وثقافة الربح السهل والسريع، والنجومية الإعلامية التي تروّج لها
الفضائيات العربية تنطلق من وظيفة التلفزيون القائمة على التسلية
والترفيه. وظيفة تكرست كثقافة قائمة بذاتها، وهو ما يبقيها على سطح
الأحداث، ويجعل منها أداة للتمويه وتزييف صورة الواقع للإلهاء وتعليق
الفكر والاستسلام للأحاسيس السهلة
.